عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، كان يسكنها
المهاجرون والأنصار واليهود، فكان على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدأ فى
وضع الأسس التى تجعل من هذه الجماعات مجتمعًا قويًا متحدًا، فنفذ رسول الله
خطوات فى سبيل تحقيق ذلك، جاء على رأسها:
اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض المسجد من الغلامين صاحبى المربد
الذى أناخت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده، وعمل رسول الله فى بناء
المسجد يدا بيد مع الصحابة، فكان ينقل الحجارة بنفسه.
وجعل منه بيتا للمسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة
الإسلامية، ويتخذون فيه قراراتهم ويناقشون فيه مشاكلهم ويستقبلون فيه وفود القبائل
وسفراء الملوك والأمراء.
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وقرب بين الأوس
والخزرج، وآخى بين العرب والموالى، فمثلا آخى بين عمه حمزة وزيد بن
حارثة وبين أبى الدرداء وسلمان الفارسى.
فتحققت وحدة المدينة وضرب المسلمون المثل الأعلى فى التعاون والاتحاد، وكان
الأنصار يتسابقون فى مؤاخاة المهاجرين حتى كان الأمر يؤول إلى الاقتراع
بل الإيثار، فكان من الأنصار السماحة والإيثار ومن المهاجرين التعفف
وعزة النفس والنبل.
عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الموجودين فى المدينة، وأمنهم
فيها على دينهم وأموالهم، وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة فى السلم، والدفاع عن
المدينة وقت الحرب، والتعاون بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما، ولكن
اليهود لم يفوا بعهدهم فاضطر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حربهم
وإجلائهم عن المدينة المنورة.
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
Enregistrer un commentaire